وصف الكتاب: رحلة كابوسية متعددة الوجوه في أرجاء "الرأسمالية القائم فعلاً". هذا هو قوام "بؤس العالم"، الكتاب الضخم يمثل الرحلة بشيء من التفاصيل الذي كان يصفه الرحالة الاقدمين ، الذي أنجزه بيير بورديو ومعاونوه، متواطئين، وبشكل حميم، مع سلسلة بشرية متعددة الوجوه والقضايا، وقد يبدو الكتاب مربكاً، تتمازج فيه الحكايات الحزينة وسير ذاتية ناقصة، واستقصاء اجتماعي، وإشارات فلسفية وتعليقات سياسية، إلى درجة تُوهم "هواة الاختصاص المعرفي" أن الكتاب يهرب من "المعرفة العميقة"، ويكتفي بنثارها. غير أن بورديو، الذي يوظف المعرفة من أجل خدمة البشر المضطهدين، يقوم بغير ذلك تماماً، معطياً درساً نموذجياً في إنتاج المعرفة الصحيحة. ولهذا يدفعه مسعاه النبيل إلى حوار البشر وقراءة الشروط المشخصة التي يعيشون فيها، ذلك أن المعرفة تتراءى في أرجاء الحياة اليومية، ولا تستولد من صفحات الكتب الجاهزة. وبورديو، في هذا، يقول بأولوية أسئلة الحياة على الجهاز المفهومي، ويقوم باختبار الأخير على ضوء المعيش العاري، الذي يتطيّر منه عادةً "الأكاديميون التقليديون"